وضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا الحكومي
وضع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور حجر الأساس لتشييد المبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي – الكرنتينا، الممول بقرض من البنك الإسلامي للتنمية، بمشاركة وزير السياحة ميشال فرعون ورئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر ورئيس مجلس إدارة المستشفى سمير ملاط ومديرة المستشفى كارين صقر وعدد من أعضاء مجلس بلدية بيروت وممثل مطران بيروت للموارنة وشخصيات دينية وعسكرية وطبية وأعضاء مجلس إدارة المستشفى وإدارييها وموظفيها. وتأتي الخطوة ثمرة جهود كبيرة تهدف إلى إعادة المستشفى إلى الخريطة الصحية، على أن يتم تشييد المبنى الجديد إلى جانب المبنى القائم حاليًا بحيث يمتاز بهندسة عصرية وأقسام طبية متطورة ولا سيما قسمي الطوارئ والأشعة.
جاء ذلك بعد حفل خطابي تحدث فيه الوزير أبو فاعور مشيرًا إلى أن وضع حجر الأساس هو حدث سعيد في منطقة شهدت الكثير من المآسي التي تستدعي الكثير من الذكريات الأليمة والصفحات السوداء التي تقاسمها اللبنانيون في كل المناطق اللبنانية. والمهم في هذا الحدث أننا نرفع راية بناء صرح صحي في منطقة منكوبة طالما عاشت المعاناة، وهي أيضا راية البناء والمصالحة بين اللبنانيين. وقال: إن هذا يحفزني على القول إننا لسنا بحاجة إلى تجارب جديدة بين اللبنانيين ولسنا بحاجة لاسترجاع الكوابيس المرة والمعتمة التي مرت علينا لنكتشف أهمية المصالحة والوحدة والوفاق بين اللبنانيين. أضاف الوزير أبو فاعور أنه سواء كان الإنقسام سياسيًا أم عسكريًا أم طائفيًا، فنحن لسنا بحاجة لأن ندفع الأثمان أكثر من مرة.
وتابع وزير الصحة العامة مشيرًا إلى أننا نلتقي هنا لتوجيه الشكر لكل من عملوا على مر السنوات الماضية للتوصل إلى هذا الإنجاز، ولا سيما الوزير الأسبق محمد خليفة، والسلف علي حسن خليل، ومجلس الإنماء والإعمار والوزير ميشال فرعون والنائب مجدلاني وكل هيئات وأبناء هذه المنطقة الذي ناضلوا من أجل ألا تبقى المنطقة منكوبة بل أن تحظى بالتنمية. والشكر كذلك للمقاتلة الأساسية مديرة المستشفى السيدة كارين صقر.
ورأى الوزير أبو فاعور أن هناك تجربة نجاح تُروى في المستشفى بمجرد المقارنة بين كيف كانت وكيف أصبحت. فكل مرة نحتاج إلى إدخال طفل إلى العناية الفائقة من أي منطقة أتى، نأتي به إلى الكرنتينا.
وتابع أن ما تقوم به وزارة الصحة في الكرنتينا بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار هو جزء من محاولة لزيادة عدد المستشفيات الحكومية في لبنان لأن هناك حاجة وازديادًا سكانيًا وضغطًا يتعرض له النظام الصحي نتيجة النزوح السوري. وتمنى الوزير أبو فاعور أن تتم تلبية هذه الحاجة من خلال المستشفى الحكومي في المنية، وإعادة الافتتاح القريب لمستشفى شبعا، وفتح مستشفى في كل من خربة قنفار ومشغرة وصيدا وصور والصرفند، وافتتاح أقسام جديدة في مستشفى بعبدا الحكومي. وأردف ذاكرًا المثل التالي: لا يحك جلدك غير ضفرك. وقال إن الدولة أولى بمواطنيها مع الإحترام للمستشفيات الخاصة، والأفضل إنفاق الأموال على المستشفيات الحكومية. لا يجوز إعطاء المستشفيات الخاصة سقوفًا مالية ثم نستجديها لتنفقها على المواطنين. ليست هذه مسلكية عامة ولكن هناك بعض المستشفيات الخاصة التي تعتمد هذا الأسلوب. وأكد أبو فاعور أن هناك إمكانية لتأمين الطبابة الفضلى في المستشفيات الحكومية على غرار ما يتم تأمينه في الخاصة.
وختم متمنيًا عدم إطلاق كلمة موبوءة على منطقة الكرنتينا بل دعا إلى أن تحظى هذه المنطقة بتنمية شاملة، مشيرًا إلى أن الخيار بالنسبة إلى إبقاء المسلخ فيها يعود إلى الحكومة والنقاش مع أبناء المنطقة. وأكد أن الدولة حضرت إلى المنطقة من خلال هذا المستشفى لإنصافها. وتوجه بالشكر لجميع من أسهم في هذا العمل، ولفريق العمل في وزارة الصحة ومجلس الإنماء والإعمار، واعدًا باستكمال خريطة المستوصفات والمستشفيات الحكومية في كل لبنان لإعفاء المواطنين من الكثير من الذل الذي يتعرضون له.
فرعون
بدوره، تقدم وزير السياحة ميشال فرعون بالشكر لكل أسهم بالتوصل إلى البناء الجديد للمستشفى، مبديًا بعض الهواجس لهذه المنطقة المهمة من بيروت. وقال: يمكن أن تكون هناك رؤيتان لمنطقة المدور هذه؛ فإما تتضمن هذه الرؤيا المستشفى الحديث ومركز المجلس البلدي وحديقة فتكون متنفسًا للأشرفية، وإما تتضمن الرؤيا الثانية معمل سوكلين أو مطمرا أو محرقة أو مسلخًا. وأكد فرعون أن المسلخ في بيروت موقت لأن النظام في العاصمة يمنع وجود مؤسسات صناعية من فئة أولى، ما دفع مجلس بلدية بيروت إلى اتخاذ قرار بنقل المسلخ فضلا عن أن هذه المنطقة لا تحتمل وجود هكذا مسلخ. كما تمنى إيجاد حل لمعمل سوكلين الذي تأسس على عشرين ألف متر فبات يمتد على خمسين ألف متر من دون تعويض أو إيجار لبلدية بيروت.
نبيل الجسر
أما رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر فاعتبر المشروع حيويًا كونه سيركز خدماته على المناطق المجاورة وهي في معظمها أحياء تعاني من نقص في الخدمات الإستشفائية. ولفت إلى أن المتعهد أُعطي أمر المباشرة بالعمل منذ شهرين تقريبًا على أن يُنجز المشروع بعد اثنين وعشرين شهرًا. وبالتوازي مع تقدم الأعمال، يجري التحضير لدراسة تجهيز هذا المستشفى على أن تُطلق مناقصة التجهيز بعد إنجاز الدراسة المذكورة، بحيث يتزامن البدء بتجهيز المستشفى مع انتهاء مدة عقد الأشغال. وقال الجسر إن هذا المشروع هو إحدى ثمار التعاون بين وزارة الصحة ومجلس الإنماء والإعمار، وقد حظي باهتمام يومي من الوزير أبو فاعور ومن سلفه الوزير علي حسن خليل الذي أسهم ايضا كوزير للمالية في الإنجاز السريع لعملية تخصيص الأرض التي سيُبنى عليها المستشفى. أما التمويل، فالنسبة الكبرى منه، هي من قرض من البنك الإسلامي للتنمية الذي تميز بتحركه السريع بعد الأزمات التي عصفت بلبنان ولا سيما بعد عدوان تموز 2006، ويلعب البنك حاليا دورا بارزا في المبادرة التمويلية المتعلقة بالمساهمة في تخفيف عبء النزوح السوري، عبر تقديم قروض مع جهات أخرى، بشروط ميسرة جدا، لتمويل مشاريع حيوية في البنى التحتية والخدمات العامة.
ملاط وصقر
وكان رئيس مجلس إدارة المستشفى سمير ملاط قد توجه بالشكر إلى كل الذين أسهموا في المشروع، كما عرضت مديرة المستشفى كارين صقر لتطور الأعمال في مستشفى الكرنتينا مشيرة إلى أن الهاجس الأكبر كان ولا يزال منذ تسلمها مهامها هو تحسين وضع المؤسسة والتخلص من الديون المتراكمة منذ سنوات وجعل مالية المستشفى متوازنة للإستمرار بصورة صحيحة. وأكدت أنها ستسعى بكل ما أتيح لها من إمكانات وجهود لجعل مستشفى الكرنتينا مستشفى نموذجيًا موازيًا لبقية المستشفيات في لبنان.